الأمسية في سجن سبرينج هيل الإنتقالي في بريستول-بريطانيا
كان لقاء جميلا مع صديقتنا ايفان ديكسن في محطة القطار في مدينة بريستول البريطانية، كان صوت القطار والبرد في تلك البلدة الإنكليزية، يحول دون التفاتنا الى بعضنا في طريقنا الى بيتها، الذي لا يبعد كثيرا عن المحطة، ايفان هي قسيس في جماعة الكويكر وهي فرقة مسيحية، منتشرة في أوروبا وفي الولايات المتحدة.
جلسنا الى طاولت الطعام وقد بدأ الدفء ينتشر في أجسدنا، كنا بحاجة الى شراب ساخن وقليلا من طعام، كنا مجموعة متكاملة الراب مردخاي زيلر وآنا ليس وزينب مناصرة وأنا، وكان معنا مديرا جمعية اتحاد تراث ابراهيم في بريطانيا، ميخائيل كينتون وأماندا كينتون، بالإضافة الى إيفان التي رتبت لنا اللقاء في سجن سبرينج هيل الإنتقالي، كانت جلسة جميلة هناك تحدثنا عما سيكون في السجن، وتخيلنا من سيكون في الأمسية أيضا؟
عندما وصلنا الى السجن كان المطر يتساقط، مشينا الى المدخل الى غرفة الإستقبال، وهناك أخذوا أسمائنا ونظروا في جوازات سفرنا، ثم جاء الشرطي المرافق لنا ليأخذنا الى القاعة التي سنتحدث فيها مع المساجين، وهناك علمت بأن هذا السجن هو سجن انتقالي، بمعنى أن المساجين هنا يبيتون في سجنهم فقط، لأنهم يعملون في اليوم خارج السجن وفي نهاية العمل أو النهار، يعودون اليه الى أن يتم اطلاق سراحهم منه.
في القاعة كان في استقبالنا بعض الشرطة، وعلى رأسهم بريندا ديفيز التي استقبلتنا أيضا في السجن الآخر في المرة الماضية، ثم بدأ السجناء بالوصول واحدا تلو الآخر الى أن امتلأت القاعة، ثم بدأنا اللقاء حوالى الساعة السادسة والنصف.
قدمتنا إيفان للجمهور وعرفت الجميع بمن نحن، ثم تقدمت آنا وعرضت البور بوينت عن عمل جمعية اتحاد تراث ابراهيم، وعما قمنا به ونقوم به حتى الآن وعن أهم القيم التي نقوم بها وعليها.
ومن ثم تحدثت انا القيم الدينية والإنسانية التي نقوم عليها، التي بنينا أنفسنا عليها ونشأنا بها، والتي نعمل بها اليوم ليس فقط في اسرائيل وفلسطين، أنما في جميع أنحاء العالم، تحدثت عن كيفية العمل في السلام ومع السلام، وعن كيفية العمل لمعرفة الآخر رغم الصعوبات، وعن احترام الآخر حتى ولو لم توافق على ما يقول أو يعتقد.
ثم تحدث الراب مردخاي بشكل بديع ورائع عن العمل في مجال السلام، لقد تحدث عن الطوفان ونتائجه وعن موسى وهارون، وكيف استطاعوا أن يوحدوا اليهود في فترة الصعوبات، وتحدث كذلك عن كيفية العمل مع بعضنا.
وفي النهاية بدأ الجمهور بالسؤال، كانت الأسئلة عميقة وحادة في بعض الأحيان، لكنهم كانوا خلوقين حتى في طرح الأسئلة، استطعنا أن نتجنب الكثير من المطبات والحفر، من بعض الأسئلة لأننا كنا سوية نبحث عن الطرق الى السلام والتعارف واللقاء والأخوة الصادقة، في النهاية تقدم الينا السجناء وبمودة تامة سألوا عن كيفية العمل معنا في المستقبل، وشكرونا على عملنا في هذا الحقل الرائع والمثمر، وعلى شجاعتنا في الإستمرار في هذا الطريق.
حقا كان لقاء رائعا ومثمرا ونتمنى أن نوصل للناس حقيقة عملنا، ونتمنى أن يكونوا جزءا منا.